في ظل التقدم المتسارع في تقنيات طب الأسنان، بدأ مصطلح "التيتانيوم فريم" يبرز كمكون أساسي في عالم التركيبات السنية الحديثة.

وفي هذا السياق، يؤكد الدكتور محمود عصام، استشاري طب وتقويم الأسنان،، أن استخدام التيتانيوم في تصميم قواعد التركيبات يمثل "ثورة حقيقية" في مجال الراحة والمتانة والجمال.

ويقول الدكتور محمود عصام إن  "التيتانيوم فريم هو هيكل معدني خفيف الوزن، عالي القوة ومضاد للتآكل، يُستخدم كأساس للتركيبات المتحركة أو الثابتة، خاصة في الحالات التي تعاني من حساسية للمعادن التقليدية أو تحتاج إلى تحمل أكبر في المدى الطويل". 

لماذا التيتانيوم؟

ويضيف الدكتور محمود أن التيتانيوم يُعد "الخيار الأمثل" مقارنة بالمواد التقليدية مثل الكروم كوبالت، موضحًا:"التيتانيوم يتميز بخفة وزنه الشديدة، ما يجعله مريحًا جدًا للمريض، خاصة في التركيبات المتحركة. كما أنه لا يسبب أي تهيج أو حساسية لأنه معدن حيوي (بيو-متوافق) مع أنسجة الجسم".

كما يشير إلى أن التيتانيوم مقاوم للتآكل والصدأ، ويُظهر استقرارًا ممتازًا داخل الفم على المدى الطويل، حتى في وجود اللعاب أو الأحماض.

 استخدامات متعددة وفوائد واسعة

يشرح د. عصام استخدامات التيتانيوم فريم قائلًا:"نستخدمه في:

 تصميم قواعد أطقم الأسنان المتحركة.

عمل هياكل داعمة فوق الغرسات.

تركيبات ثنائية (Hybrid prosthesis) تجمع بين الثبات والقابلية للإزالة".

ويؤكد أن هذه النوعية من التركيبات تقدم للمريض وزنًا أخف بنسبة تصل إلى 40% مقارنة بالأنواع الأخرى ، ومقاومة أكبر للكسر، وعمر افتراضي أطول ، فضلا عن مظهر جمالي أفضل بفضل دقة التصنيع والتكنولوجيا المستخدمة مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد.

 لمن يُناسب التيتانيوم فريم؟

يشير الدكتور محمود عصام  إلى أن هذا النوع من التركيبات يناسب بشكل خاص ، وقال :  "كبار السن الذين يستخدمون أطقمًا متحركة منذ سنوات، والمرضى الذين يعانون من تآكل في العظام، أو من لديهم حساسية معدنية. كما أنه مناسب للمرضى الذين يرغبون في تركيبة خفيفة وسهلة التكيف داخل الفم".

 زراعة الأسنان.. اندماج مثالي مع العظم

وأكد الدكتور محمود عصام  أن التيتانيوم يُعد المادة الذهبية في زراعة الأسنان، بفضل قدرته على الاندماج القوي والطبيعي مع عظام الفك، دون أن يسبب أي تهيج أو تأثيرات سلبية على الجسم.

ويُزرع التيتانيوم جراحيًا داخل عظم الفك ليحل محل جذور الأسنان المفقودة، ثم يُوضع فوقه التاج بعد التئام العظم، وهي عملية تعرف باسم الاندماج العظمي (Osseointegration).

وتُستخدم زراعة الأسنان المصنوعة من التيتانيوم في حالات فقدان الأسنان بسبب التسوس الشديد، أو أمراض اللثة، أو الحوادث، كما يمكن أن تكون بديلًا دائمًا للأطقم المتحركة.

 جراحات الوجه والفكين.. دقة وثبات

وأوضح أنه في مجال جراحة الوجه والفكين، أثبت التيتانيوم فعالية كبيرة في حالات معقدة مثل:

تقويم الفكين وتصحيح مواضعهما.

ترقيع العظام واستعادة البنية الهيكلية.

علاج مشاكل المفصل الصدغي الفكي (TMJ).

تثبيت كسور الوجه وتصحيح التشوهات الناتجة عن الحوادث أو العيوب الخلقية.

ويُستخدم التيتانيوم في هذه الحالات لصناعة شرائح ومسامير دقيقة تساعد على تثبيت العظام والمساهمة في الشفاء دون التفاعل السلبي مع الجسم.

 حشو العصب.. أدوات أكثر مرونة

وأكد استخداماته في إجراءات علاج جذور الأسنان (حشو العصب)، والتي تُستخدم أدوات مصنوعة من سبيكة النيكل-تيتانيوم، وهي أدوات تتميز بالمرونة والدقة في تنظيف القنوات الضيقة والمنحنية داخل السن، مما يرفع من كفاءة العلاج ويقلل من احتمالات فشل الحشو.

 تقويم الأسنان.. دعم خفيف وفعال

وتابع: في بعض حالات تقويم الأسنان المعقدة، يحتاج الطبيب إلى استخدام أجهزة تثبيت مدمجة داخل العظم، ما يتطلب معدنًا متوافقًا حيويًا لا يسبب التهابات أو رفضًا من الجسم ، وهنا يظهر دور التيتانيوم الذي يُستخدم في تصنيع هذه الأجهزة الدقيقة بفضل وزنه الخفيف ومتانته العالية.

 مزايا التيتانيوم الطبية

بحسب الدكتور محمود عصام ، يتمتع التيتانيوم بعدة مزايا تجعل منه خيارًا مثاليًا في الطب الحديث:

اندماج ممتاز مع العظام دون تفاعل مناعي سلبي.

قوة ومتانة عالية تجعله مقاومًا للكسر والاستخدام طويل الأمد.

خفة الوزن وراحة أكبر للمريض.

عدم التسبب في أي تحسس أو تهيج لأنسجة الفم.

صديق للبيئة الفموية ولا يتأثر باللعاب أو الأحماض